في حكم إجارة الثياب والحُلِيِّ للمناسبات



فإجارةُ الثيابِ المُباحةِ جائزةٌ، ويجوز ـ أيضًا ـ إجارةُ الحُلِيِّ مِنَ الذهب والفضَّة للنساء بأحَدِ النقدَيْنِ أو غيرِهما إذا كانَتِ المدَّةُ معلومةً والأجرُ معلومًا، وهو مَذْهَبُ الشافعيِّ وأصحابِ الرأي وروايةٌ عن أحمد ...   للمزيد 

«التصفيف السابع والثلاثون: الإيمان بالقدر (١)»



القَدَرُ ـ فِي اللُّغَةِ ـ هُوَ الإِحَاطَةُ بِمِقْدَارِ الشَّيْءِ، تَقُولُ: قَدَرْتُ الشَّيْءَ أَقْدُرُهُ قَدَرًا إِذَا أَحَطْتُ بِمِقْدَارِهِ. وَقَدَرُ اللهِ ـ تَعَالَى ـ هُوَ: تَعَلُّقُ عِلْمِهِ وَإِرَادَتِهِ ـ أَزَلًا ـ بِالكَائِنَاتِ كُلِّهَا قَبْلَ وُجُودِهَا،... للمزيد

التحرير البديع في تعليل تحريم أعيان المَبيع



عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ـ عَامَ الفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ ـ: «إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الخَمْرِ وَالمَيْتَةِ وَالخِنْزِيرِ والأَصْنَامِ» ... للمزيد

سلسلة ردود على الشبهات العقدية لـ «شمس الدين بوروبي» [إدارة الموقع]



ادِّعاء المُحاضِر المتعالم بأنَّ السلفيِّين يتَّهمون الصوفيةَ بالقول بسقوط التكاليف عنهم، ونسبتُه التمسُّكَ بالسنَّة للمتصوِّفة كلامٌ عارٍ عن الدليل، بعيدٌ عن الواقع بعدًا ظاهًرا ... للمزيد

«التصفيف الثلاثون: التوحيد العلمي والعملي (١)»



العقائد الإسلامية
من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية

«التصفيف الثلاثون: التوحيد العلمي والعملي (١)»

للشيخ عبد الحميد بن باديس (ت: ١٣٥٩ﻫ)

بتحقيق وتعليق د: أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس -حفظه الله-

التاسع والأربعون: توحيده في ربوبيَّته:




الخميس، 15 مايو 2014

نصيحة أخوية إلى أبنائنا و إخواننا في الجزائر

نصيحة أخوية إلى أبنائنا و إخواننا في الجزائر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، قال تعالى: ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) [الأنبياء: 35].

عباد الله: إنّ لزوم منهج السلف الصالح، والثبات عليه هو الحق والنجاة، ومنهجهم السمع والطاعة لولي الأمر، وترك التهييج والخروج عليه، ولزوم جماعة المسلمين عند ظهور الفتن أخرج مسلم – رحمه الله تعالى - من حديث حذيفة - رضي الله عنه – قال: كان الناس يسألون رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: ( نعم ). فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ( نعم، وفيه دخن ). قلت وما دخنه؟ قال: ( قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر ). فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ( نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ). فقلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: ( نعم، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ). قلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ).

ولهذا، فإنّ من أُصول العقيدة الصحيحة السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين في غير معصية الله، قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) [النساء: 59]. فوجوب طاعة ولي أمر المسلمين عقيدة دينية فطاعتهم فيها مصلحة الدين والدنيا، ومخالفتهم فيها فساد الدين والدنيا، فولي الأمر نعمة من نعم الله العظيمة على المجتمع الإسلامي؛ ففي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني. متفق عليه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر، فإنّه من فارق الجماعة شبرا فمات، فميتة جاهلية. متفق عليه.

ومن هنا فاعلموا يا رحمكم الله: أنّ من أعظم مداخل أهل الباطل على المسلمين زعزعةُ الأمن في بلدانهم
؛ لذا ينبغي للمسلم أن لا يغترّ بأقوالهم، وبهذه الشعارات والدعايات التي ينشرونها عبر بعض وسائل الإعلام، وعبر مواقع التواصل الاجتماعية مثل فيسبوك، التي تدعو إلى تهييج العامة على ولاتهم وإلي إيغار صدورهم عليهم وسبهم، والخروج في المظاهرات وكل هذا يفضي إلي عدم طاعتهم في المعروف مما يفتح مجالاً للفوضى التي لا تعود على الناس إلا بالشر المستطير وتلك الطامة الكبرى والمصيبة العظمى. كما قال تعالى: ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ). . . الآية [الأنفال: ]، فإذا وقعت الفتنة لم يسلم منها إلا من عصمه الله تعالى.

وبهذا يتبين بجلاء كالشمس في وضح النهار أنّ ما يسعى له المهيّجة لمثل هذه الأمور يعملون عملاً لا يقرّه شرع ولا يقبله عقل، لما فيه من المفاسد العظيمة. ومن أعظمها فوات أعظم مطالب الخلق وهو أمنهم على حياتهم وأعراضهم وأموالهم، والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة بغير حق؛ بهدف زعزعة الأمن والاستقرار. وهذا من الإفساد في
الأرض الذي نهانا اللهُ - جلَّ وعلا – عنه، قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) [يونس: 81]، فإذا فقدنا الأمن انقطَعَت السُّبُل، وحلَّ الفقر وهُتِكَت الأعراضُ وسُفِكَت الدماء، فيعمُّ الجهلُ والخوفُ، وينشغِلُ الناسُ عن دينهم، ويظهر أهل البغيِ والإفساد. وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمتَه بالتعوُّذ من الفتن، فقال: تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بَطَن. رواه مسلم في حديث طويل سمعه أبو سعيد الخدري من زيد بن ثابت – رضي الله عنهما.

وهنا يأتي سؤال ليطرح نفسه: كم من مدَّعٍ للإصلاح والصَّلاح وهو إلى الإفساد والفساد أقرب ، (وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ) [ البقرة: 220]. وقال تعالى: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) [الكهف: 103، 104].


عباد الله: إنّ الأمن الذي تعيشه بلادنا الجزائر إنما هو منحة ربانية، ومنّة إلهية، ولا يتحقق هذا الأمن إلا إذا تمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، واعلموا أن سعادة الجميع في التمسُّك بالدين. نعم، كيف لا وقد قال – عزّ من قائل -: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) [النساء: 59].


فأنا أنصح إخواني وأبنائي في الجزائر أن يبتعدوا عن كل فتنة وبغي وضلالة و يبتعدوا عن الفتن التي تهب على الوطن بين وقت وآخر؛ لأنّ هذا فيه تحقيقٌ لمآربِ الأعداء الذين يريدون بالأمّة الجزائرية كيدًا، ويريدون بها ضررًا وفسادًا، من نهبٍ وسفك للدماء.

إذًا فالواجب الحيلولة بين أولئك وما يريدونه بالشعب الجزائري من بلاءٍ وفساد. وهذا ما خشِيَه النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته فقال: لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضربُ بعضُكم رِقابَ بعض. متفق عليه.

معشر الشباب الجزائري: إنّ من الحكمة، أن تجتنبوا العاطفة الهوجاء، متسلحين بالحِلْم والعلمِ والصبرِ، وأن لا تقحموا أنفسكم في أمور لا تحمد عقباها
واتركوُا الأمر لأهله من الولاة والعلماء لعرضِها على الكتاب والسنة، وتذكروا قول الله تعالى: ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) [النساء: 83 ]، وأن تلزموا غرْزَ العلماء الراسخين الصادقين في العلم، أمثال الشيخ فركوس، وعبد الغني عويسات، وعز الدين الرمضاني، وعبد المجيد جمعة، ولزهر السنيقرة، ورضا بوشامة، وغيرهم.

وأن تبتعدوا عن دعاة الفتنة والسوء
و أن تتعاونوا على البر والتقوى، قال الله تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب ) [المائدة: 2]
يقول ابن كثير – رحمه الله تعالى - في تفسيره في معرض ذكره لهذه الآية: يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات وهو البر، وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم. انتهى.
وأنصحكم أن تتثبتوا في أخبار الفُسَّاق والمجاهيل، وأن لا تنخدعُوا بأقوال المُفسدين، ودعوتهم. قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) [ الحجرات: 6]. فأمن الجزائر مطلب، وحفظه واجب، وهذا مسؤولية الجميع رعاة ورعية رجالاً ونساءً صغارا وكباراً. يقول الله – سبحانه وتعالى - عن صالحٍ - عليه السلام - وهو يذكِّر قومَه هذه النعمةَ ويحذِّرهم من الاستخفاف بها: ( أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ. فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ. وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ. فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ. وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ. الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) [ الشعراء: 146، 152 ].

واعلموا - حفظكم الله تعالى بحفظه - أنّ في رحاب الأمن يأمنُ الناس على أموالهم وأعراضهم، وفي ظلال الأمن يعبدون ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله، وفي رحابِ الأمن وظلِّه تعمُّ الطمأنينةُ النفوسَ، وتنتشر المحبة بينهم، وعندما تنتشر المحبة يسود الخير. قال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) [النور: 55].

نسأل الله أن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى، المحاربين للإثم والعدوان، وأن يرزقنا فعل الخيرات، وترك المنكرات. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم من أراد بلادنا الجزائر وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، اللهم احفظ بلادنا الجزائر وبلاد المسلمين من شر الأشرار، وكيد الفجار، اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين، وعدوان المعتدين. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.



كتبه الفقير إلى عفو ربه سليم بن علي بن عبد الرحمن بن الصحراوي الجزائري
في الاثنين، 20 جمادى ثاني 1435 هجري

الموافق 21 إبريل 2014 إفرنجية

- See more at: http://www.abouislam.com/news/detail/1/18/209.html#sthash.z1zEyewe.dpuf
نصيحة أخوية إلى أبنائنا و إخواننا في الجزائر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، قال تعالى: ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) [الأنبياء: 35].

عباد الله: إنّ لزوم منهج السلف الصالح، والثبات عليه هو الحق والنجاة، ومنهجهم السمع والطاعة لولي الأمر، وترك التهييج والخروج عليه، ولزوم جماعة المسلمين عند ظهور الفتن أخرج مسلم – رحمه الله تعالى - من حديث حذيفة - رضي الله عنه – قال: كان الناس يسألون رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: ( نعم ). فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ( نعم، وفيه دخن ). قلت وما دخنه؟ قال: ( قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر ). فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ( نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ). فقلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: ( نعم، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ). قلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ).

ولهذا، فإنّ من أُصول العقيدة الصحيحة السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين في غير معصية الله، قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) [النساء: 59]. فوجوب طاعة ولي أمر المسلمين عقيدة دينية فطاعتهم فيها مصلحة الدين والدنيا، ومخالفتهم فيها فساد الدين والدنيا، فولي الأمر نعمة من نعم الله العظيمة على المجتمع الإسلامي؛ ففي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني. متفق عليه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر، فإنّه من فارق الجماعة شبرا فمات، فميتة جاهلية. متفق عليه.

ومن هنا فاعلموا يا رحمكم الله: أنّ من أعظم مداخل أهل الباطل على المسلمين زعزعةُ الأمن في بلدانهم
؛ لذا ينبغي للمسلم أن لا يغترّ بأقوالهم، وبهذه الشعارات والدعايات التي ينشرونها عبر بعض وسائل الإعلام، وعبر مواقع التواصل الاجتماعية مثل فيسبوك، التي تدعو إلى تهييج العامة على ولاتهم وإلي إيغار صدورهم عليهم وسبهم، والخروج في المظاهرات وكل هذا يفضي إلي عدم طاعتهم في المعروف مما يفتح مجالاً للفوضى التي لا تعود على الناس إلا بالشر المستطير وتلك الطامة الكبرى والمصيبة العظمى. كما قال تعالى: ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ). . . الآية [الأنفال: ]، فإذا وقعت الفتنة لم يسلم منها إلا من عصمه الله تعالى.

وبهذا يتبين بجلاء كالشمس في وضح النهار أنّ ما يسعى له المهيّجة لمثل هذه الأمور يعملون عملاً لا يقرّه شرع ولا يقبله عقل، لما فيه من المفاسد العظيمة. ومن أعظمها فوات أعظم مطالب الخلق وهو أمنهم على حياتهم وأعراضهم وأموالهم، والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة بغير حق؛ بهدف زعزعة الأمن والاستقرار. وهذا من الإفساد في
الأرض الذي نهانا اللهُ - جلَّ وعلا – عنه، قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) [يونس: 81]، فإذا فقدنا الأمن انقطَعَت السُّبُل، وحلَّ الفقر وهُتِكَت الأعراضُ وسُفِكَت الدماء، فيعمُّ الجهلُ والخوفُ، وينشغِلُ الناسُ عن دينهم، ويظهر أهل البغيِ والإفساد. وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمتَه بالتعوُّذ من الفتن، فقال: تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بَطَن. رواه مسلم في حديث طويل سمعه أبو سعيد الخدري من زيد بن ثابت – رضي الله عنهما.

وهنا يأتي سؤال ليطرح نفسه: كم من مدَّعٍ للإصلاح والصَّلاح وهو إلى الإفساد والفساد أقرب ، (وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ) [ البقرة: 220]. وقال تعالى: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) [الكهف: 103، 104].


عباد الله: إنّ الأمن الذي تعيشه بلادنا الجزائر إنما هو منحة ربانية، ومنّة إلهية، ولا يتحقق هذا الأمن إلا إذا تمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، واعلموا أن سعادة الجميع في التمسُّك بالدين. نعم، كيف لا وقد قال – عزّ من قائل -: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) [النساء: 59].


فأنا أنصح إخواني وأبنائي في الجزائر أن يبتعدوا عن كل فتنة وبغي وضلالة و يبتعدوا عن الفتن التي تهب على الوطن بين وقت وآخر؛ لأنّ هذا فيه تحقيقٌ لمآربِ الأعداء الذين يريدون بالأمّة الجزائرية كيدًا، ويريدون بها ضررًا وفسادًا، من نهبٍ وسفك للدماء.

إذًا فالواجب الحيلولة بين أولئك وما يريدونه بالشعب الجزائري من بلاءٍ وفساد. وهذا ما خشِيَه النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته فقال: لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضربُ بعضُكم رِقابَ بعض. متفق عليه.

معشر الشباب الجزائري: إنّ من الحكمة، أن تجتنبوا العاطفة الهوجاء، متسلحين بالحِلْم والعلمِ والصبرِ، وأن لا تقحموا أنفسكم في أمور لا تحمد عقباها
واتركوُا الأمر لأهله من الولاة والعلماء لعرضِها على الكتاب والسنة، وتذكروا قول الله تعالى: ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) [النساء: 83 ]، وأن تلزموا غرْزَ العلماء الراسخين الصادقين في العلم، أمثال الشيخ فركوس، وعبد الغني عويسات، وعز الدين الرمضاني، وعبد المجيد جمعة، ولزهر السنيقرة، ورضا بوشامة، وغيرهم.

وأن تبتعدوا عن دعاة الفتنة والسوء
و أن تتعاونوا على البر والتقوى، قال الله تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب ) [المائدة: 2]
يقول ابن كثير – رحمه الله تعالى - في تفسيره في معرض ذكره لهذه الآية: يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات وهو البر، وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم. انتهى.
وأنصحكم أن تتثبتوا في أخبار الفُسَّاق والمجاهيل، وأن لا تنخدعُوا بأقوال المُفسدين، ودعوتهم. قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) [ الحجرات: 6]. فأمن الجزائر مطلب، وحفظه واجب، وهذا مسؤولية الجميع رعاة ورعية رجالاً ونساءً صغارا وكباراً. يقول الله – سبحانه وتعالى - عن صالحٍ - عليه السلام - وهو يذكِّر قومَه هذه النعمةَ ويحذِّرهم من الاستخفاف بها: ( أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ. فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ. وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ. فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ. وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ. الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) [ الشعراء: 146، 152 ].

واعلموا - حفظكم الله تعالى بحفظه - أنّ في رحاب الأمن يأمنُ الناس على أموالهم وأعراضهم، وفي ظلال الأمن يعبدون ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله، وفي رحابِ الأمن وظلِّه تعمُّ الطمأنينةُ النفوسَ، وتنتشر المحبة بينهم، وعندما تنتشر المحبة يسود الخير. قال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) [النور: 55].

نسأل الله أن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى، المحاربين للإثم والعدوان، وأن يرزقنا فعل الخيرات، وترك المنكرات. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم من أراد بلادنا الجزائر وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، اللهم احفظ بلادنا الجزائر وبلاد المسلمين من شر الأشرار، وكيد الفجار، اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين، وعدوان المعتدين. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.



كتبه الفقير إلى عفو ربه سليم بن علي بن عبد الرحمن بن الصحراوي الجزائري
في الاثنين، 20 جمادى ثاني 1435 هجري

الموافق 21 إبريل 2014 إفرنجية

- See more at: http://www.abouislam.com/news/detail/1/18/209.html#sthash.z1zEyewe.dpuf




إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، قال تعالى: ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) [الأنبياء: 35].
عباد الله: إنّ لزوم منهج السلف الصالح، والثبات عليه هو الحق والنجاة، ومنهجهم السمع والطاعة لولي الأمر، وترك التهييج والخروج عليه، ولزوم جماعة المسلمين عند ظهور الفتن أخرج مسلم – رحمه الله تعالى - من حديث حذيفة - رضي الله عنه – قال: كان الناس يسألون رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: ( نعم ). فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ( نعم، وفيه دخن ). قلت وما دخنه؟ قال: ( قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر ). فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ( نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ). فقلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: ( نعم، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ). قلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ).

ولهذا، فإنّ من أُصول العقيدة الصحيحة السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين في غير معصية الله، قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) [النساء: 59]. فوجوب طاعة ولي أمر المسلمين عقيدة دينية فطاعتهم فيها مصلحة الدين والدنيا، ومخالفتهم فيها فساد الدين والدنيا، فولي الأمر نعمة من نعم الله العظيمة على المجتمع الإسلامي؛ ففي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني. متفق عليه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر، فإنّه من فارق الجماعة شبرا فمات، فميتة جاهلية. متفق عليه.

ومن هنا فاعلموا يا رحمكم الله: أنّ من أعظم مداخل أهل الباطل على المسلمين زعزعةُ الأمن في بلدانهم؛ لذا ينبغي للمسلم أن لا يغترّ بأقوالهم، وبهذه الشعارات والدعايات التي ينشرونها عبر بعض وسائل الإعلام، وعبر مواقع التواصل الاجتماعية مثل فيسبوك، التي تدعو إلى تهييج العامة على ولاتهم وإلي إيغار صدورهم عليهم وسبهم، والخروج في المظاهرات وكل هذا يفضي إلي عدم طاعتهم في المعروف مما يفتح مجالاً للفوضى التي لا تعود على الناس إلا بالشر المستطير وتلك الطامة الكبرى والمصيبة العظمى. كما قال تعالى: ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ). . . الآية [الأنفال: ]، فإذا وقعت الفتنة لم يسلم منها إلا من عصمه الله تعالى.

وبهذا يتبين بجلاء كالشمس في وضح النهار أنّ ما يسعى له المهيّجة لمثل هذه الأمور يعملون عملاً لا يقرّه شرع ولا يقبله عقل، لما فيه من المفاسد العظيمة. ومن أعظمها فوات أعظم مطالب الخلق وهو أمنهم على حياتهم وأعراضهم وأموالهم، والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة بغير حق؛ بهدف زعزعة الأمن والاستقرار. وهذا من الإفساد في الأرض الذي نهانا اللهُ - جلَّ وعلا – عنه، قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) [يونس: 81]، فإذا فقدنا الأمن انقطَعَت السُّبُل، وحلَّ الفقر وهُتِكَت الأعراضُ وسُفِكَت الدماء، فيعمُّ الجهلُ والخوفُ، وينشغِلُ الناسُ عن دينهم، ويظهر أهل البغيِ والإفساد. وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمتَه بالتعوُّذ من الفتن، فقال: تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بَطَن. رواه مسلم في حديث طويل سمعه أبو سعيد الخدري من زيد بن ثابت – رضي الله عنهما.

وهنا يأتي سؤال ليطرح نفسه: كم من مدَّعٍ للإصلاح والصَّلاح وهو إلى الإفساد والفساد أقرب ، (وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ) [ البقرة: 220]. وقال تعالى: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) [الكهف: 103، 104].

عباد الله: إنّ الأمن الذي تعيشه بلادنا الجزائر إنما هو منحة ربانية، ومنّة إلهية، ولا يتحقق هذا الأمن إلا إذا تمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، واعلموا أن سعادة الجميع في التمسُّك بالدين. نعم، كيف لا وقد قال – عزّ من قائل -: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) [النساء: 59].

فأنا أنصح إخواني وأبنائي في الجزائر أن يبتعدوا عن كل فتنة وبغي وضلالة و يبتعدوا عن الفتن التي تهب على الوطن بين وقت وآخر؛ لأنّ هذا فيه تحقيقٌ لمآربِ الأعداء الذين يريدون بالأمّة الجزائرية كيدًا، ويريدون بها ضررًا وفسادًا، من نهبٍ وسفك للدماء.
إذًا فالواجب الحيلولة بين أولئك وما يريدونه بالشعب الجزائري من بلاءٍ وفساد. وهذا ما خشِيَه النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته فقال: لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضربُ بعضُكم رِقابَ بعض. متفق عليه.

معشر الشباب الجزائري: إنّ من الحكمة، أن تجتنبوا العاطفة الهوجاء، متسلحين بالحِلْم والعلمِ والصبرِ، وأن لا تقحموا أنفسكم في أمور لا تحمد عقباها واتركوُا الأمر لأهله من الولاة والعلماء لعرضِها على الكتاب والسنة، وتذكروا قول الله تعالى: ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) [النساء: 83 ]، وأن تلزموا غرْزَ العلماء الراسخين الصادقين في العلم، أمثال الشيخ فركوس، وعبد الغني عويسات، وعز الدين الرمضاني، وعبد المجيد جمعة، ولزهر السنيقرة، ورضا بوشامة، وغيرهم.

وأن تبتعدوا عن دعاة الفتنة والسوء و أن تتعاونوا على البر والتقوى، قال الله تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب ) [المائدة: 2]
يقول ابن كثير – رحمه الله تعالى - في تفسيره في معرض ذكره لهذه الآية: يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات وهو البر، وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم. انتهى.
وأنصحكم أن تتثبتوا في أخبار الفُسَّاق والمجاهيل، وأن لا تنخدعُوا بأقوال المُفسدين، ودعوتهم. قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) [ الحجرات: 6]. فأمن الجزائر مطلب، وحفظه واجب، وهذا مسؤولية الجميع رعاة ورعية رجالاً ونساءً صغارا وكباراً. يقول الله – سبحانه وتعالى - عن صالحٍ - عليه السلام - وهو يذكِّر قومَه هذه النعمةَ ويحذِّرهم من الاستخفاف بها: ( أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ. فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ. وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ. فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ. وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ. الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) [ الشعراء: 146، 152 ].

واعلموا - حفظكم الله تعالى بحفظه - أنّ في رحاب الأمن يأمنُ الناس على أموالهم وأعراضهم، وفي ظلال الأمن يعبدون ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله، وفي رحابِ الأمن وظلِّه تعمُّ الطمأنينةُ النفوسَ، وتنتشر المحبة بينهم، وعندما تنتشر المحبة يسود الخير. قال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) [النور: 55].

نسأل الله أن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى، المحاربين للإثم والعدوان، وأن يرزقنا فعل الخيرات، وترك المنكرات. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم من أراد بلادنا الجزائر وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، اللهم احفظ بلادنا الجزائر وبلاد المسلمين من شر الأشرار، وكيد الفجار، اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين، وعدوان المعتدين. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.


كتبه الفقير إلى عفو ربه سليم بن علي بن عبد الرحمن بن الصحراوي الجزائري
في الاثنين، 20 جمادى ثاني 1435 هجري
الموافق 21 إبريل 2014 إفرنجية
نصيحة أخوية إلى أبنائنا و إخواننا في الجزائر

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، قال تعالى: ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) [الأنبياء: 35].

عباد الله: إنّ لزوم منهج السلف الصالح، والثبات عليه هو الحق والنجاة، ومنهجهم السمع والطاعة لولي الأمر، وترك التهييج والخروج عليه، ولزوم جماعة المسلمين عند ظهور الفتن أخرج مسلم – رحمه الله تعالى - من حديث حذيفة - رضي الله عنه – قال: كان الناس يسألون رسول الله – صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: ( نعم ). فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: ( نعم، وفيه دخن ). قلت وما دخنه؟ قال: ( قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر ). فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: ( نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها ). فقلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: ( نعم، قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ). قلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ).

ولهذا، فإنّ من أُصول العقيدة الصحيحة السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين في غير معصية الله، قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) [النساء: 59]. فوجوب طاعة ولي أمر المسلمين عقيدة دينية فطاعتهم فيها مصلحة الدين والدنيا، ومخالفتهم فيها فساد الدين والدنيا، فولي الأمر نعمة من نعم الله العظيمة على المجتمع الإسلامي؛ ففي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني. متفق عليه من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه -.
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر، فإنّه من فارق الجماعة شبرا فمات، فميتة جاهلية. متفق عليه.

ومن هنا فاعلموا يا رحمكم الله: أنّ من أعظم مداخل أهل الباطل على المسلمين زعزعةُ الأمن في بلدانهم
؛ لذا ينبغي للمسلم أن لا يغترّ بأقوالهم، وبهذه الشعارات والدعايات التي ينشرونها عبر بعض وسائل الإعلام، وعبر مواقع التواصل الاجتماعية مثل فيسبوك، التي تدعو إلى تهييج العامة على ولاتهم وإلي إيغار صدورهم عليهم وسبهم، والخروج في المظاهرات وكل هذا يفضي إلي عدم طاعتهم في المعروف مما يفتح مجالاً للفوضى التي لا تعود على الناس إلا بالشر المستطير وتلك الطامة الكبرى والمصيبة العظمى. كما قال تعالى: ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ). . . الآية [الأنفال: ]، فإذا وقعت الفتنة لم يسلم منها إلا من عصمه الله تعالى.

وبهذا يتبين بجلاء كالشمس في وضح النهار أنّ ما يسعى له المهيّجة لمثل هذه الأمور يعملون عملاً لا يقرّه شرع ولا يقبله عقل، لما فيه من المفاسد العظيمة. ومن أعظمها فوات أعظم مطالب الخلق وهو أمنهم على حياتهم وأعراضهم وأموالهم، والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة بغير حق؛ بهدف زعزعة الأمن والاستقرار. وهذا من الإفساد في
الأرض الذي نهانا اللهُ - جلَّ وعلا – عنه، قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) [يونس: 81]، فإذا فقدنا الأمن انقطَعَت السُّبُل، وحلَّ الفقر وهُتِكَت الأعراضُ وسُفِكَت الدماء، فيعمُّ الجهلُ والخوفُ، وينشغِلُ الناسُ عن دينهم، ويظهر أهل البغيِ والإفساد. وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أمتَه بالتعوُّذ من الفتن، فقال: تعوَّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بَطَن. رواه مسلم في حديث طويل سمعه أبو سعيد الخدري من زيد بن ثابت – رضي الله عنهما.

وهنا يأتي سؤال ليطرح نفسه: كم من مدَّعٍ للإصلاح والصَّلاح وهو إلى الإفساد والفساد أقرب ، (وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ ) [ البقرة: 220]. وقال تعالى: ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً. الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) [الكهف: 103، 104].


عباد الله: إنّ الأمن الذي تعيشه بلادنا الجزائر إنما هو منحة ربانية، ومنّة إلهية، ولا يتحقق هذا الأمن إلا إذا تمسكنا بكتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، واعلموا أن سعادة الجميع في التمسُّك بالدين. نعم، كيف لا وقد قال – عزّ من قائل -: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) [النساء: 59].


فأنا أنصح إخواني وأبنائي في الجزائر أن يبتعدوا عن كل فتنة وبغي وضلالة و يبتعدوا عن الفتن التي تهب على الوطن بين وقت وآخر؛ لأنّ هذا فيه تحقيقٌ لمآربِ الأعداء الذين يريدون بالأمّة الجزائرية كيدًا، ويريدون بها ضررًا وفسادًا، من نهبٍ وسفك للدماء.

إذًا فالواجب الحيلولة بين أولئك وما يريدونه بالشعب الجزائري من بلاءٍ وفساد. وهذا ما خشِيَه النبي - صلى الله عليه وسلم - على أمته فقال: لا ترجعوا بعدي كفَّارًا يضربُ بعضُكم رِقابَ بعض. متفق عليه.

معشر الشباب الجزائري: إنّ من الحكمة، أن تجتنبوا العاطفة الهوجاء، متسلحين بالحِلْم والعلمِ والصبرِ، وأن لا تقحموا أنفسكم في أمور لا تحمد عقباها
واتركوُا الأمر لأهله من الولاة والعلماء لعرضِها على الكتاب والسنة، وتذكروا قول الله تعالى: ( وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ) [النساء: 83 ]، وأن تلزموا غرْزَ العلماء الراسخين الصادقين في العلم، أمثال الشيخ فركوس، وعبد الغني عويسات، وعز الدين الرمضاني، وعبد المجيد جمعة، ولزهر السنيقرة، ورضا بوشامة، وغيرهم.

وأن تبتعدوا عن دعاة الفتنة والسوء
و أن تتعاونوا على البر والتقوى، قال الله تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب ) [المائدة: 2]
يقول ابن كثير – رحمه الله تعالى - في تفسيره في معرض ذكره لهذه الآية: يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالمعاونة على فعل الخيرات وهو البر، وترك المنكرات وهو التقوى، وينهاهم عن التناصر على الباطل والتعاون على المآثم والمحارم. انتهى.
وأنصحكم أن تتثبتوا في أخبار الفُسَّاق والمجاهيل، وأن لا تنخدعُوا بأقوال المُفسدين، ودعوتهم. قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) [ الحجرات: 6]. فأمن الجزائر مطلب، وحفظه واجب، وهذا مسؤولية الجميع رعاة ورعية رجالاً ونساءً صغارا وكباراً. يقول الله – سبحانه وتعالى - عن صالحٍ - عليه السلام - وهو يذكِّر قومَه هذه النعمةَ ويحذِّرهم من الاستخفاف بها: ( أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ. فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ. وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ. وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ. فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ. وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ. الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) [ الشعراء: 146، 152 ].

واعلموا - حفظكم الله تعالى بحفظه - أنّ في رحاب الأمن يأمنُ الناس على أموالهم وأعراضهم، وفي ظلال الأمن يعبدون ربهم ويقيمون شريعته ويدعون إلى سبيله، وفي رحابِ الأمن وظلِّه تعمُّ الطمأنينةُ النفوسَ، وتنتشر المحبة بينهم، وعندما تنتشر المحبة يسود الخير. قال تعالى: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ) [النور: 55].

نسأل الله أن يجعلنا من المتعاونين على البر والتقوى، المحاربين للإثم والعدوان، وأن يرزقنا فعل الخيرات، وترك المنكرات. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم من أراد بلادنا الجزائر وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، اللهم احفظ بلادنا الجزائر وبلاد المسلمين من شر الأشرار، وكيد الفجار، اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين، وعدوان المعتدين. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.



كتبه الفقير إلى عفو ربه سليم بن علي بن عبد الرحمن بن الصحراوي الجزائري
في الاثنين، 20 جمادى ثاني 1435 هجري

الموافق 21 إبريل 2014 إفرنجية

- See more at: http://www.abouislam.com/news/detail/1/18/209.html#sthash.z1zEyewe.dpuf

0 التعليقات:

إرسال تعليق