في حكم إجارة الثياب والحُلِيِّ للمناسبات



فإجارةُ الثيابِ المُباحةِ جائزةٌ، ويجوز ـ أيضًا ـ إجارةُ الحُلِيِّ مِنَ الذهب والفضَّة للنساء بأحَدِ النقدَيْنِ أو غيرِهما إذا كانَتِ المدَّةُ معلومةً والأجرُ معلومًا، وهو مَذْهَبُ الشافعيِّ وأصحابِ الرأي وروايةٌ عن أحمد ...   للمزيد 

«التصفيف السابع والثلاثون: الإيمان بالقدر (١)»



القَدَرُ ـ فِي اللُّغَةِ ـ هُوَ الإِحَاطَةُ بِمِقْدَارِ الشَّيْءِ، تَقُولُ: قَدَرْتُ الشَّيْءَ أَقْدُرُهُ قَدَرًا إِذَا أَحَطْتُ بِمِقْدَارِهِ. وَقَدَرُ اللهِ ـ تَعَالَى ـ هُوَ: تَعَلُّقُ عِلْمِهِ وَإِرَادَتِهِ ـ أَزَلًا ـ بِالكَائِنَاتِ كُلِّهَا قَبْلَ وُجُودِهَا،... للمزيد

التحرير البديع في تعليل تحريم أعيان المَبيع



عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ـ عَامَ الفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ ـ: «إِنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الخَمْرِ وَالمَيْتَةِ وَالخِنْزِيرِ والأَصْنَامِ» ... للمزيد

سلسلة ردود على الشبهات العقدية لـ «شمس الدين بوروبي» [إدارة الموقع]



ادِّعاء المُحاضِر المتعالم بأنَّ السلفيِّين يتَّهمون الصوفيةَ بالقول بسقوط التكاليف عنهم، ونسبتُه التمسُّكَ بالسنَّة للمتصوِّفة كلامٌ عارٍ عن الدليل، بعيدٌ عن الواقع بعدًا ظاهًرا ... للمزيد

«التصفيف الثلاثون: التوحيد العلمي والعملي (١)»



العقائد الإسلامية
من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية

«التصفيف الثلاثون: التوحيد العلمي والعملي (١)»

للشيخ عبد الحميد بن باديس (ت: ١٣٥٩ﻫ)

بتحقيق وتعليق د: أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس -حفظه الله-

التاسع والأربعون: توحيده في ربوبيَّته:




الخميس، 26 يونيو 2014

العدل في القول

 

إنَّ مـمَّا يُؤسف له كثيرًا أن نقف على كتابات لبعض المخالفين فيها كثير من التَّعسُّف والتَّجني، والتَّقوُّل بالظَّنِّ والإساءة والتَّخمين، بعيدةً عن النَّقد النَّـزيه، عارية من شفقة النَّاصح الأمين، بل إنَّ أحدهم قد انحطَّ إلى حدِّ التَّبذُّل والإسفاف، وبهذا تكون الكتابات والأقوال قد حكمت على نفسها ألا تصنَّف إلا في خانة " قائل بغير علم "، وهو زلل عظيم ومرتع وخيم، لما فيه من المنافاة الصريحة لقوله تعالى: " وَإذَا قُلتُم فَاعْدِلُوا ".
وإنَّ الذي نحبُّه لأنفسنا ولإخواننا ألاَّ ينطقَ أحدُنا إلاَّ بالحقِّ والصَّواب، وللوصول إلى الحقِّ سبيل واحد هو العلم، ولإيصاله إلى الخلق لابدَّ من تسييجه بالعدل والإنصاف؛ لأنَّ الحقَّ ثقيل فلا يثقَّل مرَّة أخرى بالظُّلم والاعتساف، ومن جميل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - قوله: " المرء خُلق ظلومًا جهولاً؛ فالأصلُ فيه عدمُ العلم، وميلُهُ إلى ما يهواهُ من الشَّرِّ، فيحتاجُ دائمًا إلى عِلمٍ مفصَّلٍ يزولُ به جهله، وعَدل في محبَّته وبُغضه، ورضَاه وغضَبِه، وفعلِه وتركِه، وإعطَائِه ومنعِه، وكُلُّ ما يقولُه ويعملُه يحتَاجُ فيه إلى عَدلٍ يُنافي ظلمَه، فإن لم يـمُنَّ الله عليه بالعلمِ والعدل المفصَّل، وإلاَّ كانَ فيه منَ الجَهلِ والظُّلمِ مَا يخرُج به عن الصِّراط المستقيم " ["مجموع الفتاوى" (14/ 3].
فعلى كلِّ كاتب أو متكلِّم في أمر أن يحسِّن قصده، وأن يحيط به علمًا مفصَّلا لا مجملا، غير مبنيِّ على الشَّكِّ والظَّنِّ والتَّوهُّم، بل يكون واقفا بنفسه على الحقائق قريبًا منها، ولا يستَند فيها إلى قيل وقال، فإنَّ مَن يَسمعْ يَخل، والبَعيد يسمع الصَّدى لا الصَّوت، وبهذا المسلك يحقِّقُ المرءُ العدلَ المفصَّل في حكمِه وخطابِه ولو مع أعدائه من الكفَّار والمبتدعة، فكيف مع إخوانهم مـمَّن يدعو على السُّنَّة في زمن الغُربة والفِتنة، وما علت منزلة السَّلف - رحمهم الله - إلاَّ بالعلم الصَّحيح والفهم المستقيم وسلوك جادَّة العدل والإنصاف ولو من أنفسهم، والله تعالى يقول: " وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ للِتَّقْوَى ".
فالله يحبُّ العدل في كلِّ حال ومع كلِّ أحد، ولا يسُوغُ الظُّلم والاعتساف لمجرَّد الاختلاف، وقَد وهِمَ مَن ظنَّ أنَّ الظُّلم يغمد لسانَ الحقِّ أو يطفئ نوره.

 

 
بقلم :
الشَّيخ الفاضل توفيق عمروني الجزائري حفظه الله
مدير مجلة الإصلاح السَّلفية الجزائرية
- صانها الله من كل سوء -

كتبه نقلاً : الأخ مراد بن معطى
                    
المصدر : العدد الثامن والعشرون (28) لمجلة الإصلاح السَّلفية

0 التعليقات:

إرسال تعليق