السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لعلَّكم ـ شيخَنا ـ اطَّلعتم على البيان الأخير الذي نشره رجال مجلة الإصلاح؛ فنريد منكم أن تُدْلوا برأيكم فيه، وأن تبيِّنوا لنا فحوى البيان في الجملة مع الشكر الجزيل. [أخوكم من غيليزان]
الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فالبيان الذي رسمه رجال مجلة الإصلاح ـ أصلحهم الله ـ ظهر لي فيه مآخذُ عدَّة، منها:
أوَّلا: أنه أجوفُ عقيمٌ لا جديدَ فيه يُذكر، فهو ـ كسائر البيانات الأخرى ـ ليس فيها إلا إيراد الآيات في غير محلِّها، مصحوبٌ بالتدليس والتلبيس والتغليط.
ثانيًا: بدلًا من أن يكون رجال مجلة الإصلاح ـ أصلحهم الله ـ حماةً للدين مصلحين مناصرين للمنهج السلفي، يهدفون لتحقيق الوفاق برجوعهم إلى الحق المبين بأدلته السمعية والمكتوبة، فإنه ـ بخلاف ذلك ـ لا تجد سوى دفاعٍ عن أشخاصهم وتزكيةِ ذواتهم، والسعي إلى استخراج صوتيةٍ تجريحية من علماء المدينة لتخويف المخالفين لهم وإرجافهم، وهذا شأن المفلسين الأموات غير الأحياء، الذين لا يعرفون من المعروف سوى ما يعود على ذواتهم ومصالحهم، لا نصرةً للدين ولا حمايةً للمنهج.
ثالثًا: البيان محشوٌّ بالطعون والتنقص للدعاة السلفيين والعلماء الصادقين؛ إذ إنَّ المشايخ لم يرفضوا جمع الكلمة ولا لمَّ الشمل، ولا تحقيق التآلف والأخوَّة، وإنما اشترطوا لذلك تحقُّقَ التوبة والرجوع عن المخالفات المنهجية الثابتة في حقهم، كما هو مقرَّرٌ في المنهج السلفي في التعامل مع المخالفين له، غير أنهم أهملوا حتى الإشارة إلى ذلك الشرط، فضلًا عن قبوله؛ بل يرفضونه جملةً وتفصيلًا، مع تحقُّق المخالفات المنهجية فيهم بالبيِّنات الساطعات.
رابعًا: وإذا كان وصفُهم ـ أصلحهم الله ـ للدعاة السلفيين الصادقين بأنهم ينتهجون المنهجَ الإقصائيَّ الباطل ويتبرَّأون منه ـ على طريقة تأثُّرهم بدندنة عبد المالك رمضاني وزمرته ـ فلِمَ يطلبون جمع الكلمة ووحدة الصفِّ ورأبَ الصدع مع الحاملين لهذا الوصف السابق ـ زعموا ـ؟!
خامسًا: في هذا البيان وقَّعوا على عدم رجوعهم عن منهج التمييع، مع ثبوت الشهادات السمعية والمكتوبة التي تُدينهم بذلك ـ مِن جهة ـ وثبوتِ لمزهم لإخوانهم الصادقين بالإقصاء ـ مِن جهة أخرى ـ وهم يسعَوْن ـ أصلحهم الله ـ إلى إقصاء إخوانهم الصادقين بشتَّى الطُّرُق الماكرة وكافَّة السُّبُل الخدَّاعة، يجنِّدون غلمانهم ـ في الداخل والخارج ـ ضِدَّهم بالتحسُّس والتجسُّس والإشاعة وتشويه صورتهم عند علماء الأمَّة، واللهُ الموعدُ.
هذا ما ظهر لي مِن نقاطٍ بَدَتْ لي بالجملة على عُجالة.
نسأل اللهَ أَنْ يرزقنا الإخلاصَ في السرِّ والعلن، ويُعيذَنا مِنَ الفِتَن في القول والعمل، ما ظَهَر منها وما بَطَن؛ إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
أبو عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس
الجزائر في: 2 رجب 1439هـ
الموافق لـ: 19 مارس 2018م
0 التعليقات:
إرسال تعليق